قوس قزح

قوس المطر أو قوس قزح هو ظاهرة كونية رائعة تظهر في السماء بشكل مؤقت، وتختفي بسرعة بمجرد تغير أحد العوامل التي أدت إلى ظهوره، فيتشكل قوس المطر عندما تتزامن عدة أمور في لحظة واحدة، من بينها وجود كمية مناسبة من المطر، وسرعة رياح محددة، وحركة الغيوم، وتمركز الشمس في زاوية معينة، عندما تتوافق هذه العوامل، يظهر قوس المطر الجميل على الأفق، ليخلد مشهدًا فريدًا من إبداع الله سبحانه وتعالى، ولكن، كما يظهر بسرعة، فإن قوس المطر يختفي مع تغيّر أحد هذه العوامل، مثل ارتفاع الشمس أو زيادة سرعة الرياح أو تصاعد أو انخفاض كمية المطر، فلحقه من لحقه واستمتع بإبداع الخالق سبحانه وتعالى، وفاته من فاته اللحظة.
 
لقد سرقت خيالكم بمثال بعيد عن جوهر الموضوع، بهدف توضيح أهمية سرعة التقاط الحدث ونشره في الوقت المناسب، حيث أصبح التأخير في ذلك غير مفيد على الإطلاق، هنا، لا أعني قوس المطر بحد ذاته، وإنما أركز على جوهر الموضوع وهو ضرورة السرعة في نشر الأخبار، فهي ضرورة حاسمة وخصوصية مهنية للصحفيين، فمن وجهة نظري، الخبر مثل قوس المطر، إما أن تلحق به وتستفيد من أثره، أو تضيعه ويموت تأثيره تمامًا.
 
ففي عالم الإعلام الحديث، أصبحت سرعة نشر الأخبار من العوامل الأساسية التي تميز الصحافة المهنية والمسؤولة، ففي زمن تتسارع وتيرته وتكثر فيه المعلومات، يُعد التأخير في نشر الخبر بمثابة فقدان للمصداقية وأصل في سوء فهم الأحداث أو إضعاف تأثيرها.
 
الجمهور يعتمد على الصحافة كمصدر رئيسي للمعلومات، والتأخير يؤدي إلى ضعف الثقة، خاصة إذا تكرر حدوثه، فالصحفيون مدعوون لنقل المعلومات في أقصر وقت ممكن مع دقة عالية، تعتبر الأخبار العاجلة جزءًا لا يتجزأ من حياة المجتمع، وغياب التغطية السريعة يترك المجال أمام الشائعات أو المعلومات المغلوطة لتسيطر، وهو ما يهدد سلامة المجتمع واستقرار المعلومات لديه، فالزمن هو العامل الحاسم في تأثير الأخبار، فكلما كانت سرعة النشر أسرع، زاد تأثيرها وفعالية توجيه الرسائل، خاصة فيما يتعلق بالأحداث السياسية، الاقتصادية، والأمنية.
 
ورغم أهمية السرعة، إلا أن التسرع في نشر الأخبار دون التحقق من صحة المعلومات قد يُعرّض الصحافة للمساءلة القانونية أو المهنية، ويضر بالمصداقية. لذلك، من الضروري التحقق من المصادر قبل النشر لتفادي نشر معلومات خاطئة، ويجب الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة، وتوفير تحديثات مستمرة، حيث يمكن بعد النشر تصحيح أو تحديث الأخبار مع تطور الأحداث.
 
استخدام التكنولوجيا بشكل فعال، فأدوات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي تُمكن الصحفيين من الوصول إلى المعلومات بسرعة وتنقيحها بشكل سريع، وتدريب الفرق الصحفية على التعاون والتواصل الفوري، بحيث يتم توزيع المهام بشكل فعال لضمان سرعة التحقق والنشر، ووضع خطط لاستجابة الطوارئ، بتفعيل فرق مخصصة للنشر العاجل عند حدوث الأحداث الطارئة.

8 تعليقات على “قوس قزح

  1. د. فهد منيع الله البلادي يقول:

    ما شاء الله تبارك الله
    أحسنتم د. مشعل
    الآن مع وجود وسائل التقنية والتواصل الإعلامي
    لا يعذر الصحفي أو الإعلامي في صياغة المحتوى بطريقة صحيحة صادقة وسريعة
    بوركت جهودكم دكتورنا 🌹

  2. د/ عبد الله بن عبيد الله بن عطاء يقول:

    السرعه والمصداقيه عاملان مهمان لنقل الخبر الصحيح واكتساب مصداقيه المتلقي فاذا انتفى أحدهما ضعفت المصداقيه بل ربما انعدمت شكرا دكتور مشعل

  3. أ.د شدى ابراهيم فرج يقول:

    اسلوب كتابي يجلب التفاؤل لموضوعات قيمة ومؤثرة وفقكم الله دكتور ونفع بعلمكم

  4. الإعلامية د أماني شوقي باشا يقول:

    دكتورنا الكبير لقد قمت بمقارنة بلاغية متميزة ووجهة نظر مختلفة وفيها جمال وإبداع دمتم ودام إبداعكم

  5. هند الصيادي يقول:

    وهنا تظهر براعه الاعلامي ما بين سرعه ومصداقيه 👏

    بارك الله بطرحك ومجهوداتك

اترك رداً على الإعلامية د أماني شوقي باشا إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *