إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلا له ومن يضلل فلا هاد له واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فالمسلم في هذه الحياة الدنيا مطالب بإحسان العمل، ولا يكفي أن يعمل دون إحسان قال تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) [الملك 2] العمل الحسن، وإحسان العمل في المنظمات والمؤسسات والإدارات.
أن الإدارة الناجحة النزيهة هي أساس الأعمال ومعيار صلاحها لأنها تمكين للخير في الأرض وصلاحاً يتعدى صاحبه إلى غيره، ويتحول به إلى الحق من فكر إلى واقع. قال تعالى (أفمن يمشي مكبا علي وجهه اهدي من يمشي سويا على صراط المستقيم) [الملك 22].
ويتعدي ذلك إلى المنظمة التي هي مجال عمل الإنسان وتنظيمها الإداري وفق المعايير المتبعة المحقق للمنظمة الرائدة الأنموذج.
وما أحوجنا إلى المنظمة النموذج والموظف الذي يشار إليه أنه الموظف الناجح المبدع المحقق لمعيار النجاح والتميز والإبداع.
بل إن هيئات التقويم والاعتماد وشهادات الجودة إنما وجدت لتحقيق التميز والإبداعي في المنظمة وبالتالي، المبدع الإداري، وتغدو المنظومة أنموذجا يحتذي بها، مجرد ذكره يرتبط بتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز العالميين.
والجمعيات هي إحدى تلك المنظمات التي يسعى الفرد العامل بها إلى تحقيق أعلى معايير التنظيم الإداري الناجح، الذي يسعى إليه الإداري الناجح في إبداعه الوظيفي من خلال نجاح وتميز منظومته.
وقد مارس الكاتب أعمالاً إدارية في منظمات وجمعيات متعددة، وقف خلالها على ممارسات إدارية عدة، كانت من وجهة نظرة عائق لتقدم المنظمة والجمعية، وتمنى خلالها لو أن المنظومة حققت معايير الإدارة الناجحة لينعكس ذلك على الإداري في أدائه وإبداعه الوظيفي ونجاح الأعمال.
من هنا جاءت فكرة هذا الكتاب وقد جعلته في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة: الفصل الأول وعنونت له: الأداء الوظيفي الإبداعي، ثم الفصل الثاني وعنوانه: نجاح الأعمال في الإدارة، والفصل الثالث: أثر التنظيم الإداري في تميز وإبداع الموظف ونجاح الأعمال.
وجاءت الخاتمة بأهم النتائج التي توصل إليها الكاتب من خلال نماذج لجمعيات رائدة تميزت بتنظيمها الإداري الإبداعي، والذي عكس على أداء الموظفين والبرامج المقدمة للمجتمع بإبداع وتميز.
وأسأل الله التوفيق والسداد وأن يتقبل هذا العمل مني وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
