الإعلام في الإسلام عبر التاريخ

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ)

 

الحمد لله خلق الإنسان، واستخلفه في الأرض لعمارتها، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،،

 

فبالتفكر في آيات الله تعالى ومطالعة كتب التفسير، يجد المرء أن الإعلام أساسُ وجود الخلق كلِّه، قبل أن يخلق الله تعالى آدم عليه السلام، حيث أعلم الله تعالى عباده من الملائكة، وأخبرهم، بعزمه على خلق آدم عليه السلام، وحاورهم سبحانه عن هذا الخلق وطبيعته، وأخبرهم بأنه جاعل في الأرض خليفة؛ أي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلًا بعد جيلًا.

 

والمتتبع لآيات القرآن، يجد أنه قد رسم معالم الإعلام الصالح المستمد من دستوره الجامع في الدعوة والبيان والبلاغ والإرشاد.

 

والمتأمل في كتاب الله يجد آيات صريحة تأمر المسلم بإبلاغ كلام الله إلى غيره من الناس قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[يوسف: 108] وأثنى الله عز وجل على رجل الدعوة المسلم فقال عز وجل ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[فصلت: 33] كل هذا يدل على أن الإسلام دين الإعلام والإخبار والنشر والدعوة والإرشاد والانتشار لهداية الناس أجمعين.

 

ولذا كان هذا البحث ليبين خطورة الإعلام وتأثيره في المجتمعات المسلمة، يبرز الصورة المشرقة للإعلام الإسلامي، ويؤكد أن مهنة الإعلام مهنة من بدء الخليقة منذ خلق آدم، وهو مهنة الأنبياء والإعلامي الحق هو المتمثل لهذه المهنة، في نقل المعلومة للفئة المستهدفة.

 

يأتي هذا البحث ليبين أهمية دقة المعلومة والتأكد في نقل الخبر وجئتك من سبأ بنبأ يقين، والمنهج الشرعي المستوحى للإعلام المعاصر والاستفادة منه بضوابط النقل وطبيعة المحتوى اتباعًا واقتداء وتأسيًا بالقرآن والسنة.

 

وأحسب أن هذا البحث أسهم في التأصيل الشرعي للإعلام، وحل مشكلات إعلامية معاصرة، وتعريف المسلمين بأهمية الإعلام في السنة النبوية، والنظرية الإعلامية النبوية بشكل عام، والاستفادة الواقعية العملية من الفعاليات الإعلامية النبوية سواء في وسائل الاتصال بالآخر، أو التعرف المباشر على اختيار الخطاب المناسب للفئات المختلفة، أو غير ذلك مما يندرج في إطاره، وأسأل الله التوفيق والسداد، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

الكلمات المفتاحية: الإعلام، الاستخلاف، التبليغ ، المعاصر ، الاتصال.

11 تعليق على “الإعلام في الإسلام عبر التاريخ

  1. البروفيسور أبكر عبدالبنات ادم يقول:

    بما ان الإعلام هو بمثابة نقل الخبر من المرسل إلى المستقبل عبر مصدر أو قناة حينها يستطيع المتلقي فك تلك الرموز وتحويلها إلى كلمات يمكن الاستفادة منها في تكوين رأي عام.
    فكان الإعلام الإسلامي هو بمثابة رسالة الدعوة إلى الله فقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم كافة وسائل التواصل الفعال من أجل إبلاغ مهمة الدعوة حيث كان يخاطب الناس على قدر عقولهم وقد استخدم الاتصال الذاتي والشحصي والجمعي والجماهيري حتى دخل الناس في دين الله افواجا.
    كما عبارات مستوحاة من القرآن الكريم لتأصيل المعرفة والدعوة إلى ألله بالحكمة والموعظة الحسنة كل بلسان قومه.
    فالاعلام الإسلامي يشكل البنية الفكرية المعاصرة إذا تم استخدامها بالشكل المطلوب لأنها تتسم بالمصداقية والشفافية بعيدا عن نوازع الولاء والموالاة والتبعية وما أكثر الآيات القرآنية والمدلولات البلاغية جاءت لتعبر عن مصداقية الرسائل المرسلة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاقوام الأخري لأنه جاء بشيرا ونذيرا وداعيا إلى باذنه وسراجا منيرا……

  2. د.كنانة محي علي يقول:

    ما شاء الله دكتور دائما تبهرنا بإبداعتك وكتاباتك الرائعة أتمنى لك كل التوفيق والتميز والتألق دوما

  3. Dr. Gehan Sbak Ali يقول:

    صحيح دكتور …. وتأكيداً على ذلك وأيضا وفى هذا الإطار لدينا دراسة ستنافش قريباً فى الجامعة عن الدور الإعلامي للمسجد عبر العصور…

  4. م. موسى السعيد يقول:

    أفكارك دائما ملهمه وأشكرك على ابداعك ولاتتوقف عن إبهارنا بتميزك وعطائك الفريد

  5. د.سليمان أحمد بكر قندو يقول:

    ما شاء الله تبارك الله، في غاية الجمال والإبداع مقال يفوق الوصف …
    نرجو لكم التألق والتميز

  6. فؤاد البوق يقول:

    هذا ما يسمى السهل الممتنع لكن صياغه الموضوع كما صاغه دكتورنا بتبصر جعله سهلا متفهما و دائما ننتظر الأكثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *