الاِسْتِثْمَارُ الاِجْتِمَاعِيُّ

يعدُّ الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ توجه عالميّ جديد في الرعاية الاجتماعيَّة، تبنتهُ دول الاتحادِ‬‎ ‎‫الأوروبي لتحقيق الرفاه في مجتمعاتها ومساعدتها على تقليل الإنفاق الاجتماعيّ وتوظيفه بشكلٍ‬‎ ‎‫أمثل؛ لتحسين المشاركة في التَّنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة‬‎.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

 

فالاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ من المفاهيم الحديثة التي تسعى إلى دمجِ الأهداف المالية والاجتماعيَّة والبيئيَّة ضمن إطار متكامل يهدف إلى تحقيق تأثير إيجابي ومُستدام على المجتمعات، في ظل التَّحديات العالميَّة المتزايدة، مثل: الفقر، البطالة، التَّغيّر المناخيّ وعدم المساواة، أصبح الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ نهجًا إستراتيجيًا لا غنى عنه لتحقيق التنمية المُستدامة.

 

يَهدِفُ الكتاب إلى تمكين المستثمرين ورواد الأعمال والممارسين من فَهْمِ هذا النوع من الاِسْتِثْمَار، وإدارته بكفاءة لتحقيق الأثر المرجو.

 

المحور الأول: مقدمة في الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ:
يبدأُ الكتاب بتعريف الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ، حيث يُسلط الضوء على طبيعته وخصائصه التي تميّزه عن الاِسْتِثْمَارات التَّقليديَّة. ويتطرق هذا المحور إلى توضيح مبادئ الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ، مثل: الشفافية، والمساءلة، وتحقيق الأثر الإيجابي، مع تبيان كيفية تمييزه عن مصطلحات مشابهة كالمسؤولية الاجتماعيَّة للشركات والعمل الخيري. هذه المعرفة التَّأسيسيَّة تُمكِّن القارئ من فهم الأبعاد المختلفة للاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ وأهميته في تحقيق الأهداف التَّنمويَّة.

المحور الثاني: تطوير وريادة الأعمال:
يتناولُ هذا المحور أهمية ريادة الأعمال في السياق الاجتماعيّ، ويُركز على تقدير الحاجة المجتمعيَّة كخطوةٍ أساسيةٍ لتوجيه الاِسْتِثْمَارات بفعالية. حيث يتم عرض أساليب تقدير الحاجة المجتمعيَّة، مثل الدراسات الميدانيَّة والتَّحليل البياني، إلى جانب العوامل المؤثرة على هذه العملية، مثل البيئة الاقتصاديَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة. كما يناقش المحور مبادئ تقدير الحاجة المجتمعيَّة، والتي تساهم في توجيه الاِسْتِثْمَارات نحو المبادرات التي تُلبي الاحتياجات الحقيقية للمجتمع، مما يعزز من الأثر الاجتماعيّ الإيجابي.

 

المحور الثالث: إدارة الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ:
يتعمقُ هذا المحور في كيفية إدارة الاِسْتِثْمَارات الاجتماعيَّة بكفاءةٍ. إذ يبدأُ بفهم المستثمر الاجتماعيّ ودوافعه، ومن ثَمَّ يوضحُ كيفية إعداد وإدارة الخُطَّة الاستراتيجيّة للاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ، مع التَّركيز على تحديد الأهداف وتخصيص الموارد بشكل فعَّال. ويتناول أيضًا إدارة المخاطر الاجتماعيَّة وكيفية تقليل التَّحديات التي قد تواجه الاِسْتِثْمَار، مما يضمن استمراريَّة وتحقيق الأهداف المنشودة.

 

المحور الرابع: إدارة الأثر الاجتماعيّ:
يُركز هذا المحور على فَهم الأثر الاجتماعيّ الذي تُحدثه الاِسْتِثْمَارات، وأهمية قياس هذا الأثر للتأكد من تحقيق الأهداف المرجوة. كما يتم استعراض مبادئ قياس الأثر الاجتماعيّ وأساليبه، مثل تحليل التَّكلفة والفائدة ودراسة العائد الاجتماعيّ على الاِسْتِثْمَار (SROI) يُوضح هذا المحور كيف يمكن للمؤسسات تحسين أدائها بناءً على النتائج المستخلصة من قياس الأثر، مما يُعزز من فعالية الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ.

 

يُعد هذا الكتاب دليلًا عمليًا وشاملًا لكل مَن يسعى لفهم الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ وإدارته بطرق تُحقق تأثيرًا إيجابيًا ومُستدامًا.

 

المحور الخامس: الدراسة الميدانيَّة:
يتناول هذا المحور منهجية الدراسة، حيث تَمَّ تحديد المنهج المستخدم بالدراسة، ومجتمع الدراسة وعينتها، والأداة المستخدمة في جمع البيانات بالدراسة، واستعراض للنتائج.

 

ونظرًا لطبيعة موضوع الدراسة الحالية (أهمية الاِسْتِثْمَار الاجتماعيّ كأداة لتحقيق التَّنمية المستدامة والتَّغيير الإيجابي). وتحقيقًا لأهداف الدراسة؛ فقد تَمَّ استخدام المنهج الوصفي التحليلي، بهدف وصف الظاهرة المدروسة من حيث طبيعتها ودرجة وجودها وتحليلها.

تعليق واحد على “الاِسْتِثْمَارُ الاِجْتِمَاعِيُّ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *