أنا آسف…

قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: 178]. وقال تعالى: ﴿وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلَّتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: 237]. وقال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور: 22].

 

وجاءت آيات القرآن الكريم بالحث على التسامح والأحاديث وقصص الصحابة كثيرة جدًا، فالتسامح هو مبدأ عظيم يتطلب النضج والوعي، فالشخص المتسامح يتغاضى عن الأحقاد ويقدر الآخرين وظروفهم، وفي ليلة النصف من شعبان، يتجدد الاهتمام بالعبادة والدعاء، هذه الليلة تعتبر من الليالي المباركة، وقد ذُكر في الأحاديث النبوية العديد من فضائلها.

 

وماورد من أحاديث عن ليلة النصف من شعبان مما صححه العلماء وأن الله ينزلُ في ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ويغفر للمؤمنين ويرحم المسترحمين، ونرجو من الله في هذا اليوم أن يستجيب للدعاء في هذه الليلة، ويمنح الرزق ويُعافي المبتلى، فالتسامح هو الذي يعطي للصواب قوته وقدراته على الامتداد وتحقيق النصر.

 

والغفران هو محو الخطايا، كما لو تم العثور على ما ضاع وحُفظ من الضياع مجددًا فالغفران كالإيمان، عليك أن تنعشه باستمرار، والأصل في التسامح أن تستطيع الحياة مع قوم تعرف يقينًا أنهم خطّاؤون، والمسامحة هي القدرة على إطلاق مشاعر متوترة مرتبطة بأمر حصل في الماضي القريب والبعيد.

 

وبالنسبة للاعتذار، فهو حصن منيع يحمي المجتمع، فالاعتذار ليس إهانة، بل هو رقي وعظمة، إذا أخطأت، فالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه يعزز التسامح ويساهم في بناء علاقات صحية ومستدامة.

 

التسامح في الدين الإسلامي هو خُلُقٌ رفيعٌ يُساهم في استقرار المجتمع وتترسّخ فيه مبادئ السلام والطمأنينة، ويزيد الفرد قُربًا من الله ويُحسّن العلاقات بين الناس، هو إحدى القيم الأخلاقية النبيلة التي يدعو إليها الدين الإسلامي، ويُعرف التسامح بأنه العفو عن الإساءة وعدم رد الإساءة بمثلها أو أكثر، والمسامحة والترفع عن التصرف بخلق سيئ، والارتقاء بالنفس إلى درجة عالية ورفيعة من الخلق الحسن، وأشهر ما يُقال عن التسامح هو: “العفو عند المقدرة”، هذا يُشير إلى أن الإنسان كلما كان قادرًا على ضبط نفسه وتمالك أعصابه والعفو والتسامح، سيكون ذا خلق عالٍ كريم ونبيل، والتسامح هو من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وهو أمر من الله تعالى للبشرية، ويدل على التقوى والطاعة، إذا كان الله جلَّ جلاله يعفو ويغفر ويسامح ويتجاوز عن أخطاء العباد، فالصحيح أيضًا أن ينتشر هذا الخلق الكريم بين الناس، وأن يعتادوا عليه، حتى يصير التسامح خلقًا عامًا يتحلى به كل المجتمع وفي كل علاقاته.

 

خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان في أحسن تقويم ولكنه جعل بداخله العديد من العيوب التي يجب أن يتعلم منها ولا يكرر الخطأ مرة أخرى، الاعتذار هو أحد السمات الجيدة التي يجب أن يتمسك بها كل إنسان، ويعود الاعتذار بالكثير من الآثار الإيجابية على الفرد والمجتمع، فالاعتذار عن الخطأ هو سمة من السمات الحميدة التي يجبُ أن يتحلى بها كل إنسان، لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يخطئ، ولذلك فإن التراجع عن الخطأ وتقديم الاعتذار أمرٌ واجب على الجميع، فالإنسان العاقل هو من يفكر في أفعاله بهدوء ويحاول عدم تكرارها من جديد.

 

اللهم إني قد سامحت جميع من ظلمني في الحياة لوجهك الكريم، اللهم لا تجعل في قلبي غلًا لكل من آذاني في حضوري أو في غيابي، يا الله يا كريم اعفُ عن كل من أساء لي إنك أنت العفو الرحيم، توكلت عليك يا من لا يغلبه أحد يا حي يا قيوم، اللهم إني عفوت عن جميع خلقك الكرام المخلصين، فاعف عني وارزقني وسامحني.

تعليقان اثنان على “أنا آسف…

  1. صديق فارسي يقول:

    ما زاد الله عبداً بالعفو إلا عزاً .. أعزك الله ورفع قدرك ياصاحب القلب السليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *