قال الله تعالى: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾ آية تختصر مواقف كثيرة في حياتنا وتعلمنا أن نتفاءَل في كل أمورنا، فقد يحدث بعد ذلك ما يبهج القلب ويسر الخاطر ويخيب كل توقعاتنا السلبية، سواء كانت من أنفسنا أو ممن حولنا الذين يسعون جاهدين لإحباطنا.
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ ** كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ
أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئًا ** بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى ** مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ
أبو القاسم الشابي
لا يفصل بيننا وبين أن نكون أحد المميزين إلا أن نقدم على الخطوة التالية، لنقدم ونعيد بناء أنفسنا وعلاجها مما اعتراها من خلل وضعف وضياع وشرود فلنكن أقوياء ونبدأ من جديد، لنكن أقوياء ونتخذ القرار الصحيح مع أنفسنا أولًا، وتحطيم كل الإخفاقات الماضية متكلين على الله مرددين “يا حي يا قيوم برحمتك استغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين”.
لنكتشف ذاتنا ومواطن قوتنا ولا نحتقر منها شيء، فمع وضوح الرؤية وتحديد الهدف وقوة العزيمة، تتفجر الطاقات ويخرج منك ذلك الإنسان المبدع الذي أردت إيقاف تقدمه بسبب أحاديث النفس السلبية أو الحساد، ولنعد أحلامنا إلى أول الصفوف ونسعَ في تحقيقها، وكل ما نحتاجه هو الوقت لنجنيَ ثمار إبداعاتنا، فبالمجاهدة والإلحاح تتغير القناعات، وبالعمل الدؤوب تنساق النفس لصاحبها ويستلم زمام الأمور ويسهل عليه السيطرة عليها وتوجيهها للطريق الصحيح، ويجب التنبه من التسويف في العمل والتأجيل أو التردد وعدم المحاولة والخوف من الفشل وعدم الثقة بالنفس.
عند هطول المطر تختبئ جميع الطيور وتبحث عن ملجأ يحميها من المطر، عدا النسور تحلق عاليًا لتتجاوز الغيوم وتصبح أعلى منها، لنتعلم من تصرفها ونحلق أعلى من الحديث الذي يهطل علينا ممن يسعون لتهميش وتحطيم ما أنجزناه.
كن قويًا لأجلك فالحياة تهلك الضعفاء دائمًا.