فعاليات خسوف القمر..

التعريف العلمي لخسوف القمر هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية، وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفًا كليًا) أو تقريبي (فيكون خسوفًا جزئيًا).

 

فالغرب عند حصول خسوف للقمر أو كسوف للشمس بالنسبة لهم ظاهرة كونية مميزة وتستوجب الاحتفال والتجمع للاستمتاع بهذه الظاهر والخروج للبراري وسفوح الجبال، وشراء النظارات الواقية والكريمات الخاصة والمناظير اليدوية واستئجار التلسكوبات الكبيرة الخاصة لمشاهدة الظاهرة، فليس في دينهم ما يحذرهم أو يوجههم.

 

أما في ديننا الإسلامي: فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ النَّبيِّ ﷺ«إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا»[رواه البخاري (1402) ومسلم (914)].
و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : “الكسوف إنذار من الله لعقوبة انعقدت أسبابها، وليس هو عذابًا، لكنه إنذار، كما قال ﷺ: (يخوف الله بهما عباده) ولم يقل :يعاقب الله بهما عباده، بل هو تخويف، ولا ندري ما وراء هذا التخويف، قد تكون هناك عقوبات عاجلة أو آجلة في الأنفس أو الأموال أو الأولاد أو الأهل، عقوبات عامة أو خاصة، ما ندري، ولهذا قال ﷺ : (إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله) ما قال : قوموا، وما قال : صلوا، اذكروا الله، ولكن قال: افزعوا، افزعوا إلى ذكر الله واستغفاره، وكبروا وتصدقوا وصلوا وأعتقوا، كل هذه أشياء تدل على عظم هذا الكسوف [لقاء الباب المفتوح (15 / 4-5)].
وبهذا يكون الواجب علينا كمسلمين عند حصول خسوف للقمر أو كسوف للشمس أن نعمل عمل النبي ﷺ ونقتدي به ونهتدي بهديه وننشغل في الصلاة والعبادة والصدقة والعتق والاستغفار والخوف من هذه الظاهر والحذر من غضب الله ومراجعة النفس ومحاسبتها وتصحيح أوضاعنا مع الله والرجوع للطريق المستقيم.

 

لكن يبدو أن عدوى الغرب انتشرت حتى في العبادات فأصبحنا نقلدهم حتى في تهاونهم في علامات غضب الله العلي القدير فأصبحت تقام الفعاليات والمهرجانات وتجمع الأهالي في أماكن يتم تجهيزها بالتلسكوبات والمناظير الخاصة للاستمتاع ومشاهدة هذه الظواهر التي سخرها الله لتخويف العباد للحذر والتوبة فقد أصبحت ظاهرة للاستمتاع خلاف ما يحصل من اختلاط وبرامج وفعاليات مصاحبة.

 

جميل أن نتدبر في خلق الله ومشاهدة هذه الظواهر من باب العظة والتفكر والبحث العلمي لكن لا يصل بنا الحال إلى أن تكون فعاليات ومناسبات واحتفالات بهذه الظاهرة والتي هي بالأساس للتخويف والفزع والإنذار بالعذاب لتصبح مناسبة للتسلية والاستمتاع، فرسولنا -صلى الله عليه وسلم- يقول افزعوا لعظم هذه الظاهرة ونحن نتجمع للاستمتاع وننصرف عن العبادة والصلاة وننشغل بالملهيات.

 

وكان من الواجب قبل حدوث مثل هذه الظواهر أن تقام الندوات والكلمات في المساجد والأماكن العامة ودعوة الناس للتجمع لتثقيفهم بعظم هذه الظواهر وما ينبغي على المسلم فعله وتحذيرهم من العذاب فتكون مثل هذه الظواهر فرصة لدعوة الناس للرجوع إلى الله وليس فرصة لكسب المال والتجمع للتسلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *