الثقة بالنفس ليست شيئًا سيئًا بالتأكيد فهي ضرورية لكن من الضروري أيضًا المرونة ورحابة الصدر والاتزان فيها؛ فالثقة الزائدة بالنفس يمكن أن تؤدي إلى أخطاء وضياع للفرص مثل الاستحواذ على شيء ضخم لم يكن من الصواب أن يحدث من الأساس، وبالتالي قد تؤدي إلى كوارث كبيرة.
أستطيع فعل ما لا تستطيع هي عبارة دارجة لدى أكثرنا فكلًا منا لديه قدرات وهبها الله له بطريقة مختلفة عن الآخر وهذا الاختلاف ليس عيبًا أو نقصًا إذا لم يتواجد عند الطرف الآخر بل هو دعوة للتكامل مع بعضنا البعض، فينبغي علينا الحذر من المبالغة في الثقة بالنفس حتى لا نقع ضحية تغافلنا عن التنبيهات التي تنبهنا بأننا على خطأ والتي قد لا نُعير لها أي انتباه لأنها بالنسبة لنا غير موجودة أساسًا أو نرفض أن نضع حتى احتمالاتٍ لها، ورغم كونها حاجة إنسانية أساسية للمضيّ في الحياة، لا تقل أهمية عن العواطف كالغضب والخوف، ومع ذلك، كثير منا يفشل في تحديد الفوارق العديدة بين الثقة بالنفس والغرور.
فعلينا جميعًا أن نؤمن بقدراتنا ونقدر قدرات غيرنا، فنثق بمن حولنا وبأنهم قادرون على فعل أمور لا نستطيع القيام بها مهما صغرت أو كبرت فهي خصائص ومهارات وخبرات متجمعة لدى كل فرد مما تجعله يستطيع فعل ما لا أستطيع، وينبغي علينا الحذر من استحقار مهارة ما أو فعل ما فقد يكون بسيط في نظر أحدنا لكن لم يكن بسيطًا في تعلمه، وثقتنا في أنفسنا يجب أن تنطبع على أفعالنا بثقتنا بغيرنا.
ونستطيع معًا أن ننجز عملًا عظيمًا لو اجتمعت ثقتنا ببعض فاليد الواحدة لا تصفّق ويد الله مع الجماعة والعمل كفريق يُحقق نجاحًا عظيمًا، وإن مهارات النجاح في العمل تشمل مهارات التعامل والتواصل مع الآخرين، وإقامة العلاقات الإنسانية الجيدة، والمقدرة على العمل كجزءٍ من فريق، حيث العمل الجماعي يتيح لنا الاستماع إلى أفكار وآراء بعضنا يجعلنا نخرج بنتائج عظيمة لم تكن لتستطيع الخروج بها وحدك ولم يكن باستطاعتي إنجازها وحدي، فكلانا يستطيع فعل ما لا يستطيع غيرنا فعله لكننا معًا سندهش العالم.
عاوني وسننجح معًا، أثق بك وبما تستطيع، وثق بي بما أستطيع، وليركز كل منا على نقاط قوته ليدعم الآخر وأن تكون ثقتنا بما نستطيع فعله معًا هو المفتاح لمعرفة أنفسنا وغيرنا، وعلينا أن نستغلها في تطوير ذاتنا، وأن نجمع بين التواضع والثقة والإيمان بقدرات الغير، فكلما أدركنا ذلك كان نجاحنا مُبهرًا.