انحصر مفهوم الموظف لدينا في كونه المُنفذ الذي يتم إحالة المهام إليه ليقوم بتنفيذها بدون أي لمسات إبداعية منه، وعدم اهتمام الإدارة العليا في تطويره أو تنمية مهاراته، وأن التطوير يقتصر فقط على المديرين، بينما تطوير الخدمات والمنشآت وبيئة العمل المحفزة لا تأتي من تطوير المديرين فقط، بل يجب أن يكون للموظفين نصيب أيضًا.
وتتسابق الجهات على الحصول على شهادة الآيزو في الجودة وعلى إنشاء إدارات لقياس جودة عمل الموظفين وعمل الدراسات والاستبيانات وأصبح من الجودة قياس أداء الموظف بطريقة الرجل الآلي (الروبوت) متناسين تمكينه وتطويره واكتشاف مواهبه وصقلها حتى يقدم خدمات بمهنية وإبداع بدلًا من تنفيذها بشكل الرجل الآلي.
كثيرًا ما نسمع عن جهات طبقت نظام الجودة، فمتى نسمع عن جهات تطبق نظام الموهبة والإبداع عبر تمكين الموظفين وصقل مهاراتهم بالتدريب والبيئة المحفزة ليعمل الموظف بمهنية عالية وروح العمل الجماعي محبًا لمكان عمله ووظيفته ليس فقط لأجل أن ينتهي الشهر ويتقاضى راتبه.
فتخيل وضع منشأة طاقمها موهوب، ستجدهم مستعدين بروح عالية للعمل، متمكنين من مهامهم، مهاراتهم عالية، بيئتهم المحفزة تدفعهم للأمام، تشجيعهم المعنوي والتدريب المستمر يصقل مهاراتهم، ويطور ذاتهم وأساليب تقديم الخدمات، وإنتاجياتهم عالية.
أعيرونا انتباهكم ، أيها السادة ولتسعوا لتغيير المفاهيم القديمة بمفاهيم جديدة تساعد وتنمي الموظف وتكتشف مواهبه التي ستعود منافعها على المنشأة إلى جانب تكوين مناخ يسوده الوئام والمودة وحب العمل بين الموظفين.