بعد مضي عدة أشهر على الطلاب والطالبات في دراسة الفصل الدراسي الأول، جاءت لهم الإجازة للترويح عن أنفسهم، وتغيير الروتين اليومي في حياتهم، لتتجدد لديهم الحيوية، وها هي الإجازة تستعد للرحيل، لتعلن الدراسة من جديد بداية الفصل الدراسي الثاني.
ومن المفترض أن يكون الطلاب قد استمتعوا بهذه الإجازة البسيطة في تغيير النمط الحياتي والروتيني الممل، بالترفيه عن أنفسهم وحضور الفعاليات والمهرجانات والاشتراك في المسابقات.
لكن نصطدم بفعالياتنا المقامة والتي تشرف عليها هيئة الترفيه، والتي تتكرر في كل مكان وكل وقت وكل مناسبة طوال السنة والتي تقتصر على الحفلات الغنائية وفرق رقص الأطفال والشيلات، وكأن الهيئة تُصر وتَقر على أن هذا الترفيه الذي يلبي احتياجات ومتطلبات جميع شرائح المجتمع بجميع أعمارهم بجميع ثقافتهم بجميع مناطق المملكة، فأين ما تذهب في المملكة وفي جميع الأسواق والمراكز التجارية ومراكز الترفيه والتجمعات الأسرية والحدائق العامة وحتى الحدائق الخاصة، تجد أن الفعاليات عبارة عن نسخ لصق، فلا يوجد أي تنوع أو اختلاف في الأنشطة التي تُقام.
بالإضافة إلى تهميش الفعاليات التي تهم الشباب والشابات من مسابقات وأنشطة وترفيه، فلا يوجد أي فعاليات لهم، غير مرافقة أخوتهم الصغار وأبنائهم والرضا بقضاء الله وقدره وحضور الفعاليات المملة من حفلات الأغاني ومسارح الأطفال الراقصة، أو الاستسلام لمن لا يرغب في هذا النوع من الترفيه، فيذهب الشباب للكازينوهات أو التجمع في المخططات، ويحكم على الصغار بالبقاء في البيت للعدو الإلكتروني (الأجهزة الذكية) التي غزت البيوت وأوقفت عقول الأطفال، فما حصدنا من هذه الإجازة غير نوم النهار وسهر الليل (لخبطة نوم) ليعاني الطلاب مع أول أسبوع دراسي في إعادة تصحيح أوقات النوم، وهنا سؤالي للتعليم، هل مدة أسبوع واحد من الإجازة تكفي كإجازة وراحة للطلاب بعد مضي أربعة أشهر من الدراسة؟
فنأمل من هيئة الترفيه إعادة النظر في دراساتها وتغيير مفهوم الترفيه لديهم والعمل على دراسة متطلبات جميع شرائح المجتمع بتنوع الثقافات والمناطق لتقدم برامج ترفيهية نافعة، ومفيدة، ومسلية، ومتنوعة.