“نحن لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت” عبارة قالها شيخ المجاهدين عمر المختار، ولا تحمل معنى النصر في الحرب فقط، بل حتى الإصرار على النجاح، والوصول إلى الرفعة؛ فالنجاح لا يتحقق إلا بـ (الإصرار)، و(عدم الاستسلام) للفشل أو الإحباط واليأس، ويجب عدم التوقف عن محاولة التقدم والتطور.
وليس عيبًا السقوط مرة أو مرتين أو ثلاثة، فبعد كل سقوط يلزمك النهوض من جديد، لكن العيب أن تستسلم للسقوط، نواجه العقبات في كثير من أمور حياتنا، إما صدمات، أو عثرات، أو إخفاقات، أو حتى انهزام! مما يجعلنا محبطين ويائسين، فمن ليس لديه دافع للنجاح والوصول إلى هدف معين، ودافع ينبع من داخله؛ سيضعف ويبتعد عن هدفه.
نحن بحاجة إلى أن نمد أنفسنا بالطاقة والعزيمة والإصرار، لتحقيق (النجاح)، مع الأخذ بالأسباب والاستعانة بالله، ويقول الرّسول ﷺ: «الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
فالتفوق والسعي لتحقيق النجاح هما المحرك الأساسي لحياة الإنسان، والذي يدفعه للمستقبل، ويجعله يفتخر بنفسه ويحقق ذاته، وعلينا أن نتسم بالمرونة في التخطيط، والتأقلم لمواجهة جميع الصعاب، وتقبل تغير المسار إن لزم الأمر، على ألا يؤثر تغير المسار على الوصول للهدف المنشود.
وتذكر أهم مفاتيح النجاح هو (الصبر)، فالنجاح لن نجده ينتظرنا في الطريق، أو سهل المنال، بل سنحتاج إلى القدرة والتحمل ومواجهة التحديات.
ولنحقق (النجاح) سنحتاج إلى: وضع خطة، ونبذل الجهد والتحدث مع أنفسنا بإيجابية، والمثابرة في العمل، وعدم الاستسلام، مع التعلم من الإخفاقات السابقة، و(الثقة) بالنفس، والبعد عن المحبطين والسلبيين المنهزمين، والحرص على ألا يجذبونا نحوهم.
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ قالها تعالى عندما غرس جلَّ جلاله جنة عدن بيده وكانت هي جائزة من أفلح، فلتكن لدينا الهمة والعزيمة والإصرار ويكون فلاحنا في الدنيا الوصول لأهدافنا وغاياتنا التي خططنا لها، ولا نتراجع عنها أو نستسلم، ونستمدها بطاعة الله والتوكل عليه.