عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:سمعت رسول الله ﷺ يقول:«المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان». (أخرجه مسلم).
عندما تنقلب الموازين لتنهار القيم، وتتمركز الاستغلالية في نفوس الناس لتكون أساس التعامل فيما بينهم، فماذا نتوقع أن يفرز لنا المجتمع في ظل هذه السلوكيات الغريـبة؟!، ماذا نتوقع غير أفراد محبطي العزيمة، محملين بأثقال من الضغوط النفسية المُهلِكَة والأحقاد، لنتعرض إلى سلوكيات مزعجة ومؤذية من المحبطين، نتيجة نجاحنا أو تميزنا في العمل أو في الحياة عمومًا، سلوكيات من شأنها إلحاق الأذى بنا دون أن نقترف أي ذنب سوى أننا ناجحين ومميزين، وغالبًا تأتي تلك السلوكيات ممن هم أقل منا من حيث القدرات الاجتماعية أو الذهنية أو حسدًا منهم.
نجد في حياتنا من يكرسون حياتهم وفكرهم للإطاحة بنا باستخدام نفوذهم ومراكزهم وعلاقاتهم وكأنها حرب يعتد العتاد لها ونسوا قول رسول الله ﷺ : «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»، فسحقًا لكم أولًا وأخيرًا، أنتم مجرد سبب ولا تملكون القدرة على قتل ذبابة ما لم يقدر الله لكم، فلا تفرحوا بنصركم، ماهي إلا جولة واحدة وسنواصل مسيرتنا بلا أي ضعف أو تكاسل، ولن تجدوا منا غير الابتسامة..
وفي سورة الكهف قال الله تعالى: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾، فعندما لجأ الفتية إلى ربهم بقلب سليم وقد أعد القوم لهم، لم يبادروهم بغير النوم وكأنها رسالة من الله لنا أن أقوى سلاح لمن يتقصدنا بالأذية هو التجاهل والله كفيل بهم، فسحقًا لهم لن نكترث لتآمرهم، وها نحن نكمل مسيرتنا بلا خسائر.
في كل مرة سحقًا لكم لن تحبطونا فلدينا قوة عزيمتنا وهي إرادة قوية صانعة للمعجزات تميزنا وتمنحنا مكانة عالية عند الآخرين، وهي الدافع أو الهدف القوي الذي يُصاحبه التصميم للوصول وتحقيق الأمل الذي نسمو إليه، به نكون أصحاب عزيمة قوية ولن نستسلم، ولن نسمح لأي أمر بأن يقف في طريق وصولنا للهدف السامي والنبيل الذي نصبو إليه، وسنمتلك القدرة والصلابة لإكمال طريقنا في الحياة وتخطي جميع العواقب والحواجز التي نواجهها، ومتحدين كل القيود من أجل تحقيق حلم أو فرصة تمنيناها وعزمنا على نيلها واقتناصها.
وسنتذكر دائمًا إيماننا بأنفسنا وذاتنا وقدراتنا ومهاراتنا الشخصية، والعمل على تشجيع أنفسنا وإقناعها بالوصول إلى النجاح والهدف بثقة وأمل، وعدم الاستسلام للمحبطين، والابتعاد عن مخالطة الأشخاص السلبيين حتى لا تنتقل الطاقة السلبية إلينا، وتؤثر على إرادتنا وتصميمنا لتحقيق الهدف، وقد وصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- العزيمة قائلًا: “ما رام امرئ شيئًا إلا وصل إليه أو دونه“.