السيد عادي العادي، هو شخص عادي، ولد كأي مولود عادي، كَبُر وأصبح طفلًا عاديًّا، لعب وترعرع في أحضان والديه، أصبح صبي ودخل المدرسة، درس بشكل عادي، أصبح شاب وأنهى دراسته، دخل الجامعة وتخرج بشكل عادي، وتوظف، ثم تزوج، وأنجب الأطفال، وكبر في وسط أسرته حتى أصبح عجوزًا، وتوفى ودفن، وكل مجريات حياته تمت بشكل عادي، فهي دورة الحياة الطبيعية لكل إنسان عادي.
عادي يعني.
هي حلقة دائرية تدور وتدور وما لم نوقف دورانها العادي ونغير مسارها فلن نتوقف من إنتاج السيد عادي العادي، وقد تجبرنا الظروف، أو قدراتنا المالية، أو وضعنا الاجتماعي، أو إمكانياتنا أيًّا كانت على تغيير مسار الدوران، لكنني أدرك تمامًا أن هناك طرق وسبل من الممكن أن تغير الدوران العادي، وإحداث التغيير، فيمكننا كسر القالب العادي إلا لو كنا نحب تكاسلنا أو حبنا للدوران العادي.
فأضعف الإيمان أن يكون هناك دعم معنوي بالتشجيع والعبارات المحفزة التي قد تحيي الإبداع عند الشاب العادي ليستلم هو ضفة القيادة ويحاول تغير مسار الدوران العادي، وإن أخفق سيورث الدعم المعنوي لطفله الذي سيدعمه بشكل أقوى وقد يحدث التغير وقتها.
فالمسألة لا تحتاج إلى إمكانيات عالية، على العكس، مجرد دعم عادي وسيكبر ويكبر ليتحول الوضع من العادي الى غير العادي.
دعونا نصنع أجيالًا مميزة ومبدعة بقليلٍ من الاهتمام والحرص والرغبة في أن يكون لنا أبناء يتميزون بشكل غير عادي فنجاحهم من نجاحنا وتكاسلنا سيؤثر عليهم وعلى مستقبلهم، ازرع التغيير بكلمة اليوم، وقد لا يتحقق التغيير غدًا لكن الكلمة ستكبر وستحدث التغيير.
لكل شاب، قد لا تكون صاحب القرار في صغرك، لكن في مرحلة من مراحل عمرك أنت المسؤول الوحيد عن تكوين شخصيتك وصنع مجدك لنفسك فالمجد لن يأتي إليك، وتذكر أنها حلقة دائرية، فما ضيعه عليك والديك في صغرك وكنت عادي، احرص على ألا يكون طفلك كأي طفل عادي، وازرع فيه التميز والإصرار على النجاح والإبداع، فأنت من سيقرر أن ينشأ طفلك بشكل عادي أو غير عادي.
فالأمر عائد لك عادي يعني.